:gjuk:
هالمرأة الشجاعة
ذات يوم، خطب عمر بن الخطاب - رضى الله عنه- فى الناس، ونصحهم ألا يغالوا فى مهور النساء، وبَيَّن لهم أن المغالاة فى المهور لو كانت مكرمة فى الدنيا أو الآخرة، لفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه صلى الله عليه وسلم ما أعطى أحدًا من نسائه ولا أخذ لبناته إلا شيئًا قليلا.
فقامت إليه إحدى النساء، وقالت فى شجاعة: يا عمر، يعطينا الله وتحرمنا!أليس الله-سبحانه- يقول: وآتيتم إحداهن قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا (والقنطار هو المال الكثير).
فأدرك عمر صواب قول المرأة، وحسن استشهادها بالآية، فرجع عن رأيه، وقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر
--------------------------------------------------------------------------------
يوم حنين
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشجع الناس، وكان الصحابة يحتمون به إذا اشتد القتال.
ففى غزوة حنين، اغتر المسلمون بقوتهم، فانهزموا فى بداية المعركة، وفر كثير من المسلمين، ولم يثبت فى ميدان المعركة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة- رضى الله عنهم-، منهم علىٌّ والعباس وأبو سفيان بن الحارث.
وهنا أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يقتحم صفوف المشركين، راكبًا بغلته، يقول بصوت عال: (أنا النبى لا كذب أنا ابن عبد المطلب).
فلما سمع الصحابة صوت الرسول صلى الله عليه وسلم عاد الحماس إلى قلوبهم، وتجمعوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثانية، ونظموا صفوفهم، حتى هزموا المشركين. ولولا شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم النادرة وثباته فى أرض المعركة ما تمَّ النصر للمسلمين.
--------------------------------------------------------------------------------
المبارز القوى
فى غزوة الأحزاب تمكن بعض فرسان المشركين من اختراق الخندق الذى حفره المسلمون حول المدينة، وكان من بينهم عمرو بن عبد ود، وكان مقاتلا قويَّا يخافه الشجعان، فنادى عمرو على المسلمين ليخرج إليه من بينهم من يبارزه، فلم يخرج إليه أحد، فراح يُعيِّرهم بقوله:
ولقد بححت من النداء
بجمعهم هل من مبارز
وهنا قام إليه على بن أبى طالب - رضى الله عنه- وأصر على مبارزته، فوافق النبى صلى الله عليه وسلم ، ودعا له قائلا: (اللهم أعنه عليه).
فخرج إليه علىُّ ودعاه إلى الدخول فى الإسلام فرفض، وعرض على علىّ الرجوع حتى لا يُقتل، فرفض علىُّ وتقدم إليه فى شجاعة.
وبدأت المبارزة بينهما، وهجم علىُّ عليه كالصقر فقتله ثم كبر، فكبر معه المسلمون جميعًا فرحًا .
--------------------------------------------------------------------------------
شجاعة الصديق
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتد كثير من قبائل العرب عن الإسلام، وامتنعت بعض القبائل عن دفع أموال الزكاة، فقرر الخليفة أبوبكر - رضى الله عنه- أن يقاتلهم جميعًا، فنصحه كثير من الصحابة بعدم محاربتهم لكثرة عددهم، وقال له عمر بن الخطاب - رضى الله عنه- : كيف تقاتل الناس وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله).
ولكن أبا بكر صمم على قتال هؤلاء قائلا: والله أتقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه.
فقال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبى بكر للقتال، فعرفت أنه الحق.
--------------------------------------------------------------------------------
شجاعة الحوارى
أثناء غزوة الأحزاب، وصلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبار بأن بنى قريظة قد نقضوا عهدهم مع المسلمين، ووافقوا قريشًا على محاربة المسلمين.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة من حوله: (من يأتينا بخبر القوم؟).
فقال الزبير بن العوام - رضى الله عنه- : أنا.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: (من يأتينا بخبر القوم؟).
فقال الزبير - رضى الله عنه- : أنا.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثالثة: (من يأتينا بخبر القوم؟).
فقال الزبير - رضى الله عنه- : أنا.
فأُعْجِب الرسول صلى الله عليه وسلم بشجاعة الزبير - رضى الله عنه- ، ثم قال: (إن لكل نبى حواريَّا، وإن حوارىَّ الزبير).
--------------------------------------------------------------------------------
شجاعة فتاة
ذات يوم، جاءت فتاة إلى النبى صلى الله عليه وسلم تشكو إليه أباها الذى زوجها من ابن عمها بغير علمها، وأنه قد فعل ذلك ليرفع من مكانة ابن أخيه، فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر إليها: فإما أن ترضى بما صنع أبوها، أو تطلب إنهاء الزواج.
ولكن الفتاة أخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم أنها قد وافقت على ما صنع أبوها، وإنما أرادت أن تعلم النساء أن ليس للأب أن يجبر ابنته على الزواج ممن تكره.
--------------------------------------------------------------------------------
شجاعة عالم
ذات يوم، جاء أحد الناس إلى سلطان العلماء العز بن عبد السلام-رحمه الله-واستفتاه فى أمر ما، فأفتاه العز، وبعد أن انصرف الرجل ظهر للعز أنه قد أخطأ فى فتواه.
فلم يصر العز على خطئه، وعمل ما يجب أن يعمله كل إنسان شجاع فى مثل هذا الموقف، فاستأجر مناديًا ينادى فى البلاد أن من استفتى العز فى كذا فلا يأخذ بالفتوى، فإن العز قد أخطأ.
وهكذا رجع العز عن فتواه، ولم يبال بما سيقال عنه، لأنه أرضى الله، وتدارك عاقبة فتواه.
--------------------------------------------------------------------------------
الزوج الوفى
كانت أم المؤمنين السيدة خديجة- رضى الله عنها- مثالا للزوجة الوفية مع النبى صلى الله عليه وسلم ؛ تفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، وتسانده فى الشدائد، وتتحمل معه الكثير من المتاعب فى سبيل الله، فكان صلى الله عليه وسلم يقدر لها هذا العطاء، ويعرف لها هذا الفضل.
وبعد أن ماتت- رضى الله عنها- بقى صلى الله عليه وسلم وفيًا لها؛ يكرم صديقاتها، ويفرح إذا رأى أحدًا من أهلها، ويذكرها دائمًا بالخير، ويثنى عليها.
وذات مرة، أكثر صلى الله عليه وسلم من الثناء عليها أمام أم المؤمنين عائشة- رضى الله عنها-فأخذتها الغيرة، وقالت له:هل كانت إلا عجوزًا أبدلك الله خيرًا منها؟
فغضب صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، وقال لهاوالله ما أبدلنى الله خيرًا منها؛ آمَنَتْ بى إذ كفر الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله منها الولد دون غيرها من النساء).
--------------------------------------------------------------------------------
الوفاء للوطن
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب مكة حبَّا كبيرًا، فهى بلده الذى ولد فيه، وفيها بيت الله الحرام، وعلى أرضها نزل الوحى لأول مرة.
ولما اشتد إيذاء المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته فى مكة، أمره الله -تعالى- بالهجرة إلى المدينة.
فلما خرج صلى الله عليه وسلم من مكة نظر إليها نظرة المحب الوفى، وأخذ يودِّعها، وهو يقولوالله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أنى أُخرجت منك ما خرجت).
وبعد ثمانى سنوات، كتب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يعود إلى مكة فاتحًا ومنتصرًا، بعد أن اضطر إلى الخروج منها، فدخلها النبى صلى الله عليه وسلم فرحًا مسروراً، وعفا عن أهلها برغم ما فعلوه معه.
وهكذا يكون الوفاء للوطن، والمسلم يكون محبَّا لوطنه، حريصًا على مصلحته، وفيَّا له. --------------------------------------------------------------------------------
[COLOR="Blue"]الأوفياء
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته على القبائل القادمة إلى مكة لزيارة البيت الحرام، فى مواسم الحج.
وفى أحد المواسم، أقبلت جماعة من المدينة، فقابلهم النبى صلى الله عليه وسلم ، ودعاهم إلى الإسلام، فشرح الله صدورهم للإيمان.
فقال لهم صلى الله عليه وسلم ألا تبايعون رسول الله؟).
فقالوا:علام نبايعك؟
فقال لهم: (على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، والصلوات الخمس، ولا تسألوا الناس شيئًا).
فبايعوا النبى صلى الله عليه وسلم وعاهدوه على ذلك، وصدقوا فى بيعتهم، ووفُّوا بعهدهم، حتى إن بعضهم كان إذا سقط منه سوطه، لا يسأل أحدًا أن يناوله إيَّاه؛ وذلك وفاء لعهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يسألوا أحدًا شيئًا.ذه القصص